التكنولوجيا الحديثة وأثرها في البناء الاجتماعي للمجتمع العراقي

التكنولوجيا الحديثة وأثرها في البناء الاجتماعي للمجتمع العراقي

إعداد

أ.م.د. ماجد علي مصطفى العنبكي

جامعة بغداد/ كلية الآداب/ قسم علم الاجتماع

البريد الالكتروني: majid.ali66@yahoo.com

 

مقدمة

التكنولوجيا عبرت كلّ المحددات فأصبحت كالجاذبية الأرضية فالكلُّ منجذب إليها إلا من يرغب بالطيران، هذه التقانة التكنولوجية استطاعت أن تُخضع الطبيعة لسيطرتها وذلك بتطويرها للعلوم، فأصبحت التقانة هي طوفان من العلم والمعرفة والاقتصاد والتغير القيمي، التغير الذي أصبح يقلق هوية الفرد ويوسع انتماءاته وبمعنى آخر يمكن القول إن الفرد تحرر من بعض القيود لكنه وقع فيما هو أخطر منها.

إن ثورة المعلومات ذات حدين واستعمالها يعتمد على ذكاء الفرد والظروف المحيطة به، فإذا أُحسن الاستعمال أفاد وطور حياته، وبخلاف ذلك يكون قد وقع في مستنقع يصعب الخروج منه، ومن يستطع الخروج بعد حين فإنه قد فقد الكثير وأنهكت قواه، وربما سيصل إلى حال يكون عالة على غيره ، والأمر ممكن وينطبق على المجتمع بكامله، ولا سيما إذا كان مجتمعاً مستورداً غير منتج وهنا تكون المشكلة أكبر، فربما مسألة الاستيراد للتكنولوجيا أسهل من عملية التعامل معها.

العراق من البلدان النامية فضلا عن أنه عاش مدة حصار شاملة جعلته منعزلاً عن العالم، لذلك كان الاحتلال الأمريكي بمثابة صدمة صعقته ولم يستطع أن يستفيق منها فبرزت وتوضحت مشاكل انفتاحه على العالم، وهو الآن في دوامة الصراع بين الماضي المجيد والحاضر الجديد كلياً.

التكنولوجيا الحديثة وأثرها في البناء الاجتماعي للمجتمع العراقي